صناعات المستقبل في الصين: ما القطاعات التي تركز عليها بكين منذ سنوات؟
في ظل التنافس المحموم مع الولايات المتحدة، تُكثّف الصين جهودها للهيمنة على "صناعات المستقبل"، وهي قطاعات ناشئة تمتلك إمكانات هائلة رغم أن تقنياتها لا تزال في بداياتها. الرئيس شي جين بينغ طرح هذا المفهوم لأول مرة عام 2020، ليصبح منذ ذلك الحين جزءًا من استراتيجية وطنية لبناء اقتصاد قائم على الابتكار وتخفيف التبعية للغرب.
الخطة الخمسية 2021–2025 وضعت خطوطًا عريضة لهذا التوجه، مبرزة مجالات مثل الذكاء المُستلهم من الدماغ، الحوسبة الكمّية، تكنولوجيا الجينات، الشبكات المستقبلية، الروبوتات البشرية، الفضاء، أعماق البحار، وطاقة الهيدروجين و مدن مثل هانغتشو تحولت إلى حاضنات للابتكار، حيث تنشط شركات ناشئة رائدة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، فيما باتت الصين تهيمن على أكثر من نصف شركات الروبوتات البشرية المدرجة عالميًا.
التقدم لا يقتصر على التكنولوجيا الصلبة، بل يشمل قطاع التكنولوجيا الحيوية، حيث أصبحت الصين ثاني دولة عالميًا في اعتماد علاجات CAR-T، بفضل شركات مثل WuXi AppTec التي أثارت قلق واشنطن من سيطرة صينية محتملة على سلاسل الإمداد العالمية في هذا المجال الحساس.
النجاح الصيني في هذه الصناعات لا يبقى داخل حدودها، بل يُعيد رسم خريطة النفوذ التكنولوجي العالمي. ففي حال أحرزت الصين الريادة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية والتقنيات الحيوية، فإن موازين القوى ستتغير حتمًا – وهي فرضية تُثير القلق في العواصم الغربية.
الصين لا تبني فقط مصانع المستقبل، بل تسعى لتكون هي مستقبل التكنولوجيا العالمي.