في مواجهة الجيش الصيني.. القوات الأميركية تسعى لامتلاك مركبات مائية ذاتية القيادة
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، خصوصًا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يواجه الجيش الأميركي تحديًا لوجستيًا معقدًا في حال اندلاع مواجهة عسكرية ممتدة مع الصين بشأن تايوان و فدعم القوات البرية بالذخيرة والوقود والغذاء من قواعد بعيدة مثل الفلبين واليابان يتطلب وسائل نقل بحرية فعالة وآمنة، إلا أن السفن الكبيرة المأهولة تُعد أهدافًا مكشوفة وسهلة للهجمات، بحسب تقرير حديث صادر عن مؤسسة راند البحثية.
الباحثان كانا راجان وكارلين ستانلي، وهما متخصصان في مجالات الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة، اقترحا في التقرير حلاً ثورياً يتمثل في اعتماد الولايات المتحدة على سفن سطحية صغيرة ذاتية القيادة، تتميز بقدرتها على العمل في أسراب، وانخفاض تكلفتها، وسرعة تصنيعها، وقدرتها على الوصول إلى نقاط النزاع دون الحاجة إلى موانئ.
هذه السفن، التي يمكن تصنيعها باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، تستطيع نقل حاوية أو اثنتين من الإمدادات، وتوفر بديلاً عمليًا وآمنًا مقارنة بالسفن التقليدية و كما أن تشغيلها الآلي يقلل من خطر فقدان أرواح بشرية، ويساعد في تخفيف الضغط الناتج عن نقص الكوادر المدنية في النقل البحري العسكري الأميركي.
لكن التحديات التقنية واللوجستية ما تزال قائمة، خصوصًا في ما يتعلق بتفريغ الشحنات دون مرافقة بشرية، والعمل المستقل في ظروف معقدة، والامتثال للقوانين البحرية الدولية. ومع ذلك، يرى الباحثان أن مثل هذه التحديات تم تجاوزها سابقًا، كما حدث مع أنظمة كبرى كـ"إيجيس" و"إف-35"، ما يعزز إمكانية تبني هذا المفهوم الجديد و في النهاية، تشير التوصيات إلى أن الاستعداد الجاد لمثل هذا التحول في الدعم اللوجستي قد يكون مفتاحًا لنجاح الولايات المتحدة في مواجهة خصم بحجم الصين، لا سيما في ساحة معركة مترامية الأطراف، تتطلب حلولاً ذكية ومرنة وسريعة التنفيذ.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق