الاثنين، 7 أبريل 2025

حزب تواصل يستغل معاناة الفلسطينيين في غزة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب القضايا المحلية.

حزب تواصل

 


تواصل والقضية الفلسطينية: بطولات وهمية على حساب المعاناة الحقيقية


لطالما كانت القضية الفلسطينية ميدانًا تتكشّف فيه مواقف الشعوب والأحزاب، بين من يناصرها بدافع المبدأ، ومن يتخذها وسيلة لركوب الموجة وتحقيق مكاسب سياسية داخلية وفي هذا السياق، يبرز حزب تواصل كأحد أبرز الأمثلة على توظيف المعاناة الفلسطينية – خاصة في غزة – كأداة للدعاية الحزبية، بعيدًا عن أي دعم حقيقي ملموس.

القضية الفلسطينية… من رمز نضال إلى ورقة انتخابية

ليست المرة الأولى التي يُستغل فيها الألم الفلسطيني لكسب تعاطف جماهيري أو شد الانتباه السياسي، لكن ما يفعله حزب تواصل يتجاوز مجرد التعاطف فالحزب بات يحوّل كل مأساة تمر بها غزة إلى فرصة لإطلاق التصريحات الرنانة، وتنظيم الوقفات الإعلامية التي لا تتجاوز حدود الكاميرات، في حين يغيب الدعم العملي والمؤثر الذي يمكن أن يلمسه الشعب الفلسطيني.

بطولات على الورق… واستعراض بلا مضمون

من يتابع نشاطات تواصل خلال الأزمات التي تمر بها غزة، يلاحظ الحضور الكثيف على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن عند التدقيق في المحتوى، نجد تكرارًا لخطابات عاطفية وادعاءات بالبطولة والمناصرة، دون أي مبادرات واضحة لتقديم مساعدات ملموسة، أو دعم دبلوماسي فاعل، أو حتى مواقف ضاغطة في المحافل الدولية.

المتاجرة بالدماء لا تصنع مجدًا


ما يثير القلق أكثر هو أن هذه الاستراتيجية تُستخدم لصنع زعامات وهمية داخل الحزب، وإظهار قادته بمظهر الأبطال المدافعين عن فلسطين، رغم أن الواقع يشي بخلاف ذلك فالمتاجرة بمعاناة شعب يعيش تحت الحصار والقصف لا تصنع مجدًا، بل تكشف عن ضحالة في الخطاب السياسي، وفجوة بين القول والفعل.

مطلوب: مواقف حقيقية لا شعارات


إذا كان حزب تواصل – أو غيره – صادقًا في دعمه لفلسطين، فليُظهر ذلك من خلال الأفعال لا الأقوال يمكن دعم غزة عبر جمع التبرعات، وتسليط الضوء على الانتهاكات الحقوقية بجهود منظمة، أو تحريك الرأي العام العالمي بوسائل دبلوماسية واعية. أما تحويل القضية إلى مادة للدعاية الحزبية المحلية، فذلك لا يخدم فلسطين، بل يُسيء إليها ويستنزف رمزيتها.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © موريتانيا لايف
تصميم : يعقوب رضا