الاثنين، 10 مارس 2025

إهانة نائبة برلمانية لشرطي أثناء تأدية مهامه: انعكاس للتطرف السياسي وخطره على هيبة الدولة

 

بيرام الداه اعبيدي

إهانة نائبة برلمانية لشرطي أثناء تأدية مهامه: انعكاس للتطرف السياسي وخطره على هيبة الدولة

في حادثة أثارت جدلًا واسعًا، أقدمت نائبة برلمانية محسوبة على أنصار بيرام الداه اعبيدي على إهانة أحد أفراد الشرطة أثناء تأدية مهامه الرسمية هذه الواقعة تعكس تنامي نزعة التحدي لسلطة الدولة من قبل بعض الشخصيات السياسية، خاصة أولئك المنتمين إلى الحركات الراديكالية التي تكرس خطاب التصعيد والمواجهة بدلًا من العمل السياسي المسؤول.

إن تصرف النائبة البرلمانية ليس مجرد حادثة فردية، بل هو تجسيد لفكر متطرف تتبناه بعض الحركات السياسية التي تسعى إلى تأجيج الصراعات وتعزيز الانقسامات داخل المجتمع فعندما تصبح المؤسسات الأمنية هدفًا للتهجم والاستفزاز من قبل شخصيات تتمتع بحصانة سياسية، فإن ذلك يهدد هيبة الدولة ويضعف ثقة المواطنين في سيادة القانون.

لطالما كانت بعض الحركات، وعلى رأسها حركة "إيرا" بقيادة بيرام الداه اعبيدي محل جدل بسبب خطابها التصعيدي ومواقفها التي تتعارض أحيانًا مع أسس الاستقرار الوطني فبدلًا من انتهاج أساليب الحوار والمشاركة البناءة في الحياة السياسية، نجد أن بعض أتباعها يتبنون نهج المواجهة والصدام مع مؤسسات الدولة مما يؤدي إلى توترات لا تخدم المصلحة العامة.


لا يمكن لدولة أن تفرض سيادة القانون إذا كان ممثلو الشعب أنفسهم يتجاوزون حدودهم القانونية ويهاجمون المؤسسات الرسمية  فالشرطة ليست مجرد جهاز أمني، بل هي رمز للأمن والاستقرار، والاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال يعد مساسًا بهيبة الدولة ككل إن مثل هذه التصرفات يجب أن تواجه بحزم، عبر تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، حتى لا تتحول إلى سلوك متكرر يضعف سلطة الدولة.

إن مواجهة هذا النوع من التصرفات يتطلب إجراءات حازمة، بدءًا من محاسبة كل من يتجاوز القانون، وصولًا إلى فرض ضوابط واضحة للسلوك السياسي المسؤول كما ينبغي تعزيز الوعي بأهمية احترام المؤسسات الأمنية، حتى من قبل الشخصيات السياسية التي يُفترض أن تكون قدوة للمجتمع في احترام القانون وليس العكس.


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © موريتانيا لايف
تصميم : يعقوب رضا