مزارع الاحتيال بالذكاء الاصطناعي: سلاح العصابات الرقمية لحصد المليارات
في مشهد يعكس الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي، تتصاعد في جنوب شرق آسيا ظاهرة مقلقة تُعرف بـ"مزارع الاحتيال الإلكتروني"، حيث يتم استدراج شباب من دول نامية بوظائف وهمية، ليُزجّ بهم في مراكز احتيال عالية التقنية تديرها عصابات إجرامية.
التقارير تشير إلى استخدام أدوات متقدمة كالتزييف العميق واستنساخ الأصوات ونماذج اللغة الكبيرة لتنفيذ عمليات احتيال ضخمة، تُدرّ ما يزيد عن 40 مليار دولار سنويًا، بينما تقع ضحاياها من حول العالم، خاصة في الولايات المتحدة وتستغل هذه العصابات ثغرات في منصات مثل "فيسبوك" و"تيليغرام"، حيث تنتشر عروض وظائف زائفة تستهدف الشباب الطموح، ليجدوا أنفسهم أسرى خلف أبواب مغلقة، يُجبرون على العمل لساعات طويلة في خداع المستخدمين تحت تهديد ومراقبة مشددة.
قصص الضحايا تكشف عن خداع واستغلال لا يُصدّق، من علاقات وهمية عبر تطبيقات المواعدة إلى إقناع الضحايا باستثمار آلاف الدولارات في مشاريع احتيالية و رغم وعود كبرى المنصات بمكافحة المحتوى الاحتيالي، فإن الواقع يكشف استمرار هذه العصابات في تطوير أدواتها، متجاوزة القيود والرقابة، ما يجعل من الذكاء الاصطناعي اليوم سلاحًا بيد الجريمة المنظمة.
في ظل هذا التصعيد، يبقى الأمل معقودًا على توعية الشباب وتعزيز الرقابة الدولية، لأن حماية البشر يجب أن تسبق أي تطور تقني.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق