"الاستراتيجية الخفية للإخوان: مناورات سياسية للسيطرة على الحكم في العالم العربي"
في ضوء الانتخابات النيابية الأردنية الأخيرة، تم تبادل التهاني بين رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" في موريتانيا، حمادي سيدي المختار، والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وائل السقا، إضافة إلى المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، مراد العضايلة. قدّم حمادي سيدي المختار تهانيه، مشيداً بفوز هؤلاء في الانتخابات، معتبراً هذا الانتصار "ثميناً ومهماً"، مما يعكس العلاقة الوثيقة بين "تواصل" وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن. هذه التهاني تعكس دعمًا متبادلًا بين الأحزاب الإسلامية في العالم العربي، ويبرز التعاون بين "تواصل" والإخوان المسلمين في تحقيق أهداف سياسية مشتركة.
الاستراتيجية المشتركة بين "تواصل" والإخوان المسلمين تتضمن السيطرة على المناصب الحكومية وتعزيز النفوذ داخل المؤسسات العامة. يسعى كلا الطرفين إلى ضمان قوتهم السياسية من خلال الاستحواذ على مواقع في الحكومة والهيئات المختلفة، وهو تكتيك يهدف إلى تحقيق تأثير طويل الأمد. إن تعزيز النفوذ في الحكم يعتبر جزءاً من استراتيجية أوسع تشمل التوسع والتأثير في السياسة الوطنية والإقليمية.
استخدم وائل السقا، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، مبدأ المظلومية في انتخابات 2024، متّهماً الحكومة بالتدخل البيروقراطي لمصلحتهم الخاصة. هذه الاستراتيجية ليست جديدة؛ فقد سبق وأن استخدمها "تواصل" في موريتانيا حيث تم تصوير الحزب كضحية للأنظمة القائمة للحصول على دعم شعبي إضافي. توظيف المظلومية يعكس محاولة الأحزاب الإسلامية لتحويل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية إلى فرصة لتعزيز موقعها السياسي.
العلاقة بين حزب "تواصل" وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن تعكس استراتيجية أوسع للأحزاب الإسلامية تهدف إلى توحيد الجهود ضد الحكومات الوطنية في المنطقة. من خلال استخدام قضايا اجتماعية واقتصادية لتوجيه الرأي العام، تحاول هذه الأحزاب تحقيق مكاسب سياسية على حساب الاستقرار الحكومي. دعم الأحزاب الإسلامية لبعضها البعض قد يزعزع الاستقرار الإقليمي ويؤدي إلى تفكيك الهياكل الحكومية القائمة، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق