محمد ولد عبد العزيز يهاجم المفسدين ويطالب باعتقالهم… متناسياً فساده!
في مشهد لا يخلو من السخرية المؤلمة، خرج الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز بتصريحات يدّعي فيها محاربة الفساد ويطالب باعتقال المفسدين، وكأنه لم يكن عراب هذا الفساد ورأس حربته في موريتانيا لعقد من الزمن وكيف يجرؤ من باع ثروات البلاد ونهب خزينتها، وترك شعبها يئن تحت الفقر والحرمان، أن يتحدث اليوم عن العدالة وكأن يديه نظيفتان.
تصريحاته الأخيرة ليست سوى صفعة لوعي الشعب الموريتاني، وسخرية مريرة من ذاكرة لا تزال تنزف من آثار حكمه الجائر و من خان أمانة الحكم، وأدار ظهره لمطالب الشعب، وملأ جيوبه من عرق الفقراء، لا يحق له أن يرتدي اليوم عباءة النزاهة ويتحدث عن المحاسبة. إذا كانت العدالة حقيقية، فلتبدأ أولاً بمن دشن عهد النهب الممنهج، وجعل من السلطة سلّماً للإثراء الشخصي.
المحكمة الموريتانية مطالبة اليوم لا باعتقال المفسدين الآخرين فقط، بل قبل كل شيء، باعتقال من زرع الفساد وأرسى جذوره، ليكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه العبث بمقدرات هذا الشعب و إن كنا جادين فعلاً في محاربة الفساد، فإن محمد ولد عبد العزيز يجب أن يكون أول من يُطبَّق عليه القانون، بلا انتقائية ولا مساومة. العدالة تبدأ من الرأس، لا من الذيل.