فضيحة الفساد الكبرى: عندما يُقتطع قلب العاصمة لحساب الرئيس السابق
في مشهد يعكس واحدًا من أكثر أوجه الفساد فظاعةً في تاريخ البلاد، تتكشف خيوط قضية تمسّ رمزًا وطنيًا وفضاءً عامًا يُعد من أبرز معالم العاصمة: الملعب الأولومبي فوسط دهشة الرأي العام وصدمة المتابعين، وُجهت أصابع الاتهام للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بالوقوف وراء اقتطاع أجزاء حساسة من محيط هذا المرفق الحيوي وتحويل ملكيتها إلى اسمه، في عملية وُصفت بالغامضة والمليئة بالتجاوزات القانونية والتواطؤ العائلي.
الملعب الأولومبي: أكثر من مجرد ملعب
الملعب الأولومبي ليس مجرد بنية تحتية رياضية، بل هو مساحة مفتوحة تمثل المتنفس الأهم لسكان العاصمة، ومركزًا للنشاطات الشبابية والرياضية والثقافية وهو ما يجعل أي عبث بمحيطه بمثابة اعتداء مباشر على المجال العام، وعلى طموحات الأجيال القادمة في فضاءات تليق بها.
التفاصيل المظلمة: أساليب ملتوية وتواطؤ عائلي
وفقًا للتحقيقات الأولية وتسريبات من دوائر مطلعة، فإن عملية اقتطاع الأراضي تمت عبر سلسلة من الإجراءات المريبة، حيث جرى تلاعب بالوثائق والملفات العقارية بمساعدة أطراف من داخل الإدارة، لتُحوّل هذه القطع تدريجيًا إلى ملكية خاصة باسم الرئيس السابق أو أفراد من عائلته. كل ذلك تم في وقت كانت فيه البلاد ترزح تحت أعباء اقتصادية خانقة، وحاجات تنموية ملحة تتطلب النزاهة والشفافية في تسيير الموارد.
ضرب لمصلحة الوطن عرض الحائط
ما يثير الاستياء الشعبي ليس فقط حجم الفساد، بل رمزيته: كيف يُمكن لمن كان في أعلى هرم السلطة أن يُقدم على تقويض مشاريع وطنية لمجرد منفعة شخصية؟ كيف يمكن لشخص أقسم على حماية المصلحة العامة أن يستغل موقعه لتحويل ممتلكات عمومية إلى رصيد خاص؟ أسئلة تُطرح اليوم بإلحاح، في ظل انتظار محاسبة عادلة وشاملة.
ردود فعل الشارع والرأي العام
منظمات المجتمع المدني، وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّروا عن غضبهم العارم تجاه هذه الفضيحة، مطالبين بفتح تحقيقات شفافة، واسترداد الأراضي المنهوبة، وتقديم كل المتورطين – مهما علا شأنهم – للعدالة. فالمعركة ضد الفساد لا ينبغي أن تكون انتقائية، بل شاملة وبدون خطوط حمراء.
العدالة على المحك
هذه القضية تمثل اختبارًا حقيقيًا لمؤسسات العدالة في البلاد. فإما أن تُثبت الدولة جديتها في مكافحة الفساد واستعادة الثقة الشعبية، أو تُهدر فرصة تاريخية لتصحيح المسار وإعادة الاعتبار للمصلحة العامة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق