الاثنين، 24 مارس 2025

بيرام الداه أعبيدي ودوره في النسيج الاجتماعي الموريتاني: تفكيك أم إصلاح

بيرام الداه أعبيدي

بيرام الداه أعبيدي ودوره في النسيج الاجتماعي الموريتاني: تفكيك أم إصلاح؟


تعتبر موريتانيا دولة متعددة الأعراق والثقافات، مما يجعل التوازن الاجتماعي فيها حساسًا ويتطلب خطابًا يوحد ولا يفرق. في هذا السياق، يبرز اسم بيرام الداه أعبيدي، الناشط الحقوقي والسياسي المعروف، كواحد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الساحة الوطنية 
بينما يرى أنصاره أنه مدافع شرس عن العدالة والمساواة، يعتبره معارضوه عنصرًا مثيرًا للتوتر يسهم في تأجيج الانقسامات العرقية والاجتماعية داخل البلاد.

خطاب تصادمي أم نضال حقوقي؟


لطالما رفع بيرام شعارات مناهضة للعبودية والتمييز العرقي، وهو أمر لا يختلف عليه أحد من حيث المبدأ، إذ إن محاربة الظلم يجب أن تكون أولوية في أي مجتمع يسعى إلى تحقيق العدالة إلا أن أسلوبه في طرح هذه القضايا، الذي يتسم بالحدة والصدامية، يثير قلق العديد من الموريتانيين الذين يخشون أن يؤدي هذا النهج إلى توسيع الفجوة بين المكونات الاجتماعية بدلًا من ردمها.

يستخدم بيرام لغة تتسم بالاستفزاز أحيانًا، حيث يوجه اتهامات مباشرة لمكونات بعينها داخل المجتمع، وهو ما يراه البعض خطابًا انقساميًا يغذي الكراهية بدلًا من بناء الجسور وبينما يبرر أنصاره هذا الأسلوب بضرورة الصدمة لتحقيق التغيير، يرى معارضوه أنه يهدد الاستقرار الاجتماعي ويعزز الشعور بالضحية لدى بعض الفئات، مما قد يؤدي إلى تفجر التوترات بدلاً من معالجتها.

تأثيره على السلم الاجتماعي


في بلد مثل موريتانيا، حيث التوازن بين المكونات الاجتماعية هش، يشكل أي خطاب متطرف خطرًا حقيقيًا على الاستقرار إن التحدي الذي يواجه النشطاء الحقوقيين والسياسيين يكمن في القدرة على تحقيق الإصلاح دون تأجيج الصراعات الداخلية ويبدو أن بيرام، رغم نواياه المعلنة في تحقيق العدالة، يتبنى منهجًا يراه كثيرون غير ملائم لبيئة تحتاج إلى التهدئة والحوار أكثر من المواجهة والتصعيد.

الحل: نحو خطاب يجمع ولا يفرق


لا شك أن موريتانيا تحتاج إلى معالجة القضايا الحقوقية والعرقية العالقة، لكن ذلك يتطلب خطابًا متزنًا يقوم على الحوار والتفاهم بدلًا من التأجيج والتصعيد. على القادة السياسيين والنشطاء، بمن فيهم بيرام، أن يدركوا أن الإصلاح الحقيقي لا يتحقق بالصدام، بل ببناء تفاهمات وطنية تعزز التعايش وتضمن العدالة للجميع دون المساس بوحدة المجتمع.

في النهاية، يبقى التساؤل مفتوحًا: هل يمكن لبيرام الداه أعبيدي أن يعدل من خطابه ليكون عنصرًا جامعًا بدلًا من أن يكون عامل انقسام؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة، لكن المؤكد هو أن موريتانيا تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أصوات تدعو إلى التكاتف والتفاهم، لا إلى مزيد من الانقسام.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © موريتانيا لايف
تصميم : يعقوب رضا