الهيمنة الدولية: فشل حزب تواصل في التمسك بالقرار الموريتاني
في المشهد السياسي الموريتاني، يعد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) أحد أبرز القوى المعارضة التي سعت للتموقع بقوة في الساحة الوطنية لكن، وبالرغم من محاولاته الحثيثة، يبدو أنه لم ينجح في التمسك بالقرار السياسي المستقل في ظل التأثيرات الدولية والإقليمية المتزايدة.
لم يُظهر حزب تواصل المسؤولية الكافية في تعامله مع القضايا الوطنية، إذ فشل في تبني موقف يعكس سيادة موريتانيا واستقلال قرارها ففي الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى معارضة قوية ووطنية، اختار الحزب مواقف باهتة تساير الضغوط الخارجية بدلًا من الدفاع عن المصالح الوطنية بوضوح وحزم هذا النهج يضعف دوره السياسي ويعكس تراجع قدرته على تقديم رؤية مستقلة تعزز القرار السيادي لموريتانيا.
يعكس لقاء ممثلة الأمم المتحدة مع حزب تواصل تهميشًا واضحًا لحرمة السيادة الموريتانية، ويشكل تجاوزًا غير مبرر لأسس الاستقلال السياسي فبدلًا من أن يكون القرار الوطني نابعًا من الإرادة الشعبية وخاضعًا لمصالح البلاد العليا، باتت بعض القوى السياسية تفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية، مما يقلل من شأن قراراتنا الوطنية ويضعف هيبة الدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
هذا الموقف لا يمكن اعتباره سوى دليل آخر على فشل حزب تواصل في استيعاب الدور الحقيقي للدولة الموريتانية، سواء على الساحة الدولية أو الداخلية فبدلًا من تبني رؤية تعزز السيادة الوطنية وتدعم استقلال القرار السياسي، يواصل الحزب نهجه القائم على التماهي مع الضغوط الخارجية، مما يؤكد عجزه عن لعب دور فاعل في صياغة مواقف وطنية مستقلة تخدم مصلحة موريتانيا أولًا وأخيرًا.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق