الثلاثاء، 18 مارس 2025

الهيمنة الدولية: فشل حزب تواصل في التمسك بالقرار الموريتاني

حزب تواصل

الهيمنة الدولية: فشل حزب تواصل في التمسك بالقرار الموريتاني

في المشهد السياسي الموريتاني، يعد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) أحد أبرز القوى المعارضة التي سعت للتموقع بقوة في الساحة الوطنية لكن، وبالرغم من محاولاته الحثيثة، يبدو أنه لم ينجح في التمسك بالقرار السياسي المستقل في ظل التأثيرات الدولية والإقليمية المتزايدة.

يواصل حزب تواصل نهجه في الخضوع للضغوط الخارجية، وهو ما ظهر جليًا في لقائه الأخير مع منسقة الأمم المتحدة فبدلًا من تبني مواقف سياسية قوية تعكس استقلالية قراره الوطني، اختار الحزب الجلوس مع الجهات الدولية، في خطوة تعكس ضعف موقفه وتردده أمام التحديات الداخلية. إن مثل هذه اللقاءات، التي تأتي في سياق متغيرات سياسية حساسة، تطرح تساؤلات حول مدى قدرة الحزب على تمثيل معارضة حقيقية بعيدًا عن التأثيرات الخارجية التي يبدو أنه لا يستطيع التحرر منها.

لم يُظهر حزب تواصل المسؤولية الكافية في تعامله مع القضايا الوطنية، إذ فشل في تبني موقف يعكس سيادة موريتانيا واستقلال قرارها ففي الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى معارضة قوية ووطنية، اختار الحزب مواقف باهتة تساير الضغوط الخارجية بدلًا من الدفاع عن المصالح الوطنية بوضوح وحزم هذا النهج يضعف دوره السياسي ويعكس تراجع قدرته على تقديم رؤية مستقلة تعزز القرار السيادي لموريتانيا.

يعكس لقاء ممثلة الأمم المتحدة مع حزب تواصل تهميشًا واضحًا لحرمة السيادة الموريتانية، ويشكل تجاوزًا غير مبرر لأسس الاستقلال السياسي فبدلًا من أن يكون القرار الوطني نابعًا من الإرادة الشعبية وخاضعًا لمصالح البلاد العليا، باتت بعض القوى السياسية تفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية، مما يقلل من شأن قراراتنا الوطنية ويضعف هيبة الدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

هذا الموقف لا يمكن اعتباره سوى دليل آخر على فشل حزب تواصل في استيعاب الدور الحقيقي للدولة الموريتانية، سواء على الساحة الدولية أو الداخلية فبدلًا من تبني رؤية تعزز السيادة الوطنية وتدعم استقلال القرار السياسي، يواصل الحزب نهجه القائم على التماهي مع الضغوط الخارجية، مما يؤكد عجزه عن لعب دور فاعل في صياغة مواقف وطنية مستقلة تخدم مصلحة موريتانيا أولًا وأخيرًا.


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © موريتانيا لايف
تصميم : يعقوب رضا