بيرام وولد عبد العزيز: تحالف يثير الجدل ويفضح التناقضات
لطالما عُرف بيرام ولد الداه اعبيد بمواقفه النارية وخطابه الثوري المناهض للنظام القائم حيث قدم نفسه كمدافع عن المهمشين والمظلومين لكن تحالفه الأخير مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي يُتهم بالفساد وسوء إدارة البلاد، يثير تساؤلات كبيرة حول مدى اتساق مواقفه مع شعاراته السابقة.
من خطاب الثورة إلى تحالف المصالح؟
ظل بيرام لعقود في مواجهة مباشرة مع الأنظمة الحاكمة، رافضًا أي شكل من أشكال التعاون مع من يعتبرهم رموزًا للفساد والاستبداد لكن اليوم، يبدو أن الحسابات السياسية دفعته إلى إعادة النظر في تحالفاته، حتى لو كان ذلك يعني التقارب مع شخص مثل ولد عبد العزيز، الذي كان حتى وقت قريب أحد خصومه فهل هو تحول استراتيجي، أم مجرد خطوة براغماتية للوصول إلى السلطة؟
ازدواجية المعايير السياسية
التحالف الجديد يعكس تناقضًا واضحًا بين المبادئ المعلنة والممارسات السياسية الواقعية. فمن جهة، لا يزال بيرام يتحدث عن العدالة والحقوق، لكنه من جهة أخرى يتعاون مع شخصية ارتبط اسمها بالفساد وقمع الحريات. هذا التناقض يجعل الكثير من أنصاره يتساءلون: هل كان النضال مجرد وسيلة للوصول إلى الحكم، أم أن هناك اعتبارات أخرى لا تزال غير واضحة؟
التداعيات السياسية للتحالف
إن هذا التقارب قد يؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في موريتانيا فبينما يسعى بيرام لكسب دعم أوسع، قد يخسر في المقابل شريحة كبيرة من مناصريه الذين رأوا فيه رمزًا للنقاء السياسي كما أن خصومه لن يترددوا في استغلال هذا التحالف لإضعاف مصداقيته والتشكيك في نواياه الحقيقية.
في النهاية، يظل السؤال الأهم: هل سيستطيع بيرام الحفاظ على صورته كمعارض ثوري بعد هذا التحالف، أم أن هذه الخطوة ستكشف حقيقة كونه مجرد سياسي آخر مستعد لعقد الصفقات من أجل مصلحته؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق