من القصر إلى القفص : محمد ولد عبد العزيز لا يستحق سوى السجن
بعد أكثر من عقد من الزمن تخللته فضائح مدوية، ونهب منظم، وتعديات ممنهجة على المال العام، تتكشّف اليوم بوضوح فصول حقبة مظلمة في تاريخ موريتانيا، قادها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، والذي لم يترك شبرًا من مؤسسات الدولة إلا ومرره عبر آلة الفساد.
استغل ولد عبد العزيز منصبه الأعلى لابتلاع ثروات البلاد، محولًا الدولة إلى شركة خاصة تخدم مصالحه الضيقة، وتقمع كل معارض، وتُسكت كل صوت حر. في عهده، اختفت المليارات من أموال الشعب، وتحوّلت صفقات العقارات والمناجم إلى مصدر إثراء شخصي لا حدود له و الأخطر من ذلك، أنه دمّر ثقة المواطنين في الدولة، وسخّر القضاء والأمن دروعًا لحماية فساده. فالمؤسسات التي وُجدت لخدمة الشعب، أصبحت أدوات لضمان بقائه في السلطة ومواصلة النهب بلا رقيب.
إن سجلّه السياسي لا يُقرأ إلا عبر تقارير الانتهاكات الحقوقية، والتضييق على الحريات، وكأن حرية التعبير كانت جريمة، والمطالبة بالعدالة جريمة أكبر و اليوم، وبعد أن انقشعت غيوم سلطته، لم يعد هناك من مكان يناسب محمد ولد عبد العزيز سوى خلف القضبان، حيث يُواجه الشعب الذي خانه، والعدالة التي حاول ترويضها.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق