الإخوان المسلمون في موريتانيا.. تجارة بالدم تحت عباءة الدين
في المشهد السياسي الموريتاني، يبرز حزب "تواصل" كذراع سياسي للإخوان المسلمين، محاولًا تقديم نفسه كبديل إصلاحي يحمل همّ الأمة ويعبر عن قيم الدين. غير أن التجربة السياسية لهذا الحزب تثير العديد من التساؤلات حول مدى التزامه بالديمقراطية، وموقفه من التعددية الفكرية والسياسية، خاصة عندما تُستحضر خلفيات أيديولوجية ذات طابع إقصائي وعنيف في حالات مشابهة إقليميًا.
يضع "تواصل" نفسه ضمن شبكة من الحركات التي استغلت الخطاب الديني لبناء نفوذ سياسي، وغالبًا ما تتماهى هذه الجماعات وإن بدرجات متفاوتة مع ذهنية ترى في خصومها "كفارًا" أو "طغاة"، وهو ما قد يبرر في بعض الأذهان ممارسات العنف أو الإقصاء تحت غطاء العقيدة.
إن خطر هذا النهج لا يكمن فقط في الأفكار المتطرفة، بل في محاولات شرعنتها عبر أدوات الدولة ومؤسساتها. فالدين الذي يُفترض أن يكون رسالة سلام ورحمة، يتحول لدى بعض الفاعلين السياسيين إلى وسيلة تهديد، وسيف مسلط على رقاب المخالفين و التجربة السياسية الحقيقية لا تكتمل إلا بالقبول بالتعددية، والاعتراف بحق الجميع في الاختلاف، بعيدًا عن منطق "التكفير السياسي" و"الانتقام العقائدي" الذي جرّ المنطقة إلى الكثير من الدماء والفوضى.
حزب تواصل لا يمثل الدين بل يستغله لتحقيق أهداف سياسية بخطاب قائم على التكفير والتحريض، يزرع الفتنة ويبرر العنف باسم المبادئ وهو في حقيقته مشروع إقصائي خطير.
ردحذفحزب تواصل ليس مجرد حزب سياسي بل هو بوابة خلفية لخطاب متشدد يُقحم الدين في صراعات السلطة ويُعيد إنتاج العنف بعبارات ناعمة تخدع السطح وتخفي نوايا خطيرة تجاه استقرار الدولة.
ردحذف