حزب تواصل... نموذج فاشل للإخوان في موريتانيا
حزب "تواصل" الإخواني يواجه أزمة هيكلية عميقة تتجلى في عجزه عن تعزيز القوة المؤسسية الذاتية. فقد شابت قيادة الحزب ضعفٌ واضح في بناء وتطوير المؤسسات الداخلية التي تضمن استدامة عمل الحزب وتماسكه.
حزب تواصل يواجه مشكلة كبيرة في إدارة التنوع القيادي، حيث لم يستطع التعامل مع الاختلافات بين قياداته بفعالية ونهج الإقصاء والإبعاد الذي اتبعته القيادة الحالية ساهم في تفاقم الصراعات الداخلية، وجعل من الصعب على الأعضاء التوافق حول قضايا استراتيجية أو تنظيمية. هذه الممارسات ساهمت في تفتيت وحدة الحزب وأثرت سلباً على قدرته على اتخاذ قرارات منسجمة وفعالة.
يعاني الحزب من عجز كبير في التعامل مع التنوع الحزبي وإشكالاته المختلفة. فإدارة هذا التنوع تتطلب رؤية استراتيجية ومرونة في التعاطي مع التحديات المتنوعة، وهي أمور يبدو أن الحزب يعاني من نقص واضح فيها.
أصبح مصير حزب "تواصل" يبدو محسوماً لدى الكثير من القادة والأعضاء. فقد بدأت شخصيات بارزة في الحزب بالإعلان عن نيتها الانشقاق وتأسيس أحزاب جديدة، مما يزيد من احتمالية تفكك الحزب. وقد بات من الواضح أن التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذي يعتبر الواجهة السياسية للإخوان المسلمين وأحد أبرز أحزاب المعارضة في موريتانيا، يمر بفترة من الاضطراب الداخلي الذي قد يؤثر بشكل كبير على مستقبله السياسي.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق