الاثنين، 8 نوفمبر 2021

“الكيطنة”.. الموريتانيون في رحلة الصيف إلى واحات النخيل


 


الكيطنه

مع بدايات الصيف من كل عام تنطلق مواكب الموريتانيين إلى واحات النخيل إيذانا ببدء موسم “الكيطنة”، وهو تقليد راسخ تتوارثه الأجيال في موريتانيا جيلا بعد آخر خاصة سكان وسط وشمال البلاد موسم تاريخي تشتق كلمة “الكيطنة” من فعل قطن، وتدل على الإقامة بجوار النخيل، الذي تتطلب عملية جني ثماره إقامة ممتدة على عكس كثير من الثمار الأخرى منذ مئات السنين تحافظ العائلات الموريتانية على رحلة الصيف باتجاه القرى التي توجد بها واحات نخيل.


تتركز تلك الواحات أساسًا بولاية آدرار، شمالي موريتانيا، التي توجد بها أقدم وأكبر واحات النخيل مثل “تونكاد” و”فارس”، إلى جانب ولاية “تكانت” وسط البلاد تبدأ رحلة “الكيطنة” بدايات شهر يوليو/تموز من كل عام وتعود الأسر مع مطالع شهر سبتمبر/أيلول إلى المدن حاملة معها كميات كبيرة من التمور الصالحة للتخزين على مدار العام، بعد عملية تجفيف بدائية.


 

ما يؤكد على تجذر “الكيطنة” في ثقافة وعادات سكان شمال ووسط موريتانيا، ما يعنيه المثل المحلي الذي يقول على لسان “الكيطنة”: (سلمولي أعلى ألي ما يعرفني وألي يعرفني إدور إجي) دلالة المَثل أن (من يعرف موسم الكيطنة لا يحتاج لمن يذكره بالمجيء إليها فهو آت لا محالة، وإنما يجب تذكير من لا يعرفها) خلاف كونها فلكلورًا ثقافيًا يتوارث، فإن “الكيطنة” وسيلة علاج موسمية يعتادها كثير من الموريتانيين سنويا؛ لجلب الصحة المفقودة والمحافظة عليها والرفع من قوة الجسم ومناعته.


الدكتور أوفى ولد عبد الله، جمع بين معارف الطب الحديث وفنون الطب التقليدي، فهو حاصل على شهادة دكتوراه في الطب الحديث، وينتمي لعائلة موريتانية عرفت بالمهارة في الطب التقليدي ولد عبد الله” يرى بأن الأجيال الموريتانية تناقلت عبر العصور تقاليدًا وطقوسًا خاصة بـ”الكيطنه.
 

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © موريتانيا لايف
تصميم : يعقوب رضا