على غرار باقي شعوب المنطقة العربية، لم تسلم الساحة الموريتانية من المشروع الاخواني، وإن كان ثانوياً تنظيمياً مقارنة مع التيار السلفي والتدين الصوفي، إلا أنّ الهاجس السياسي لإخوان موريتانيا، وارتباطاتهم الفكرية والتنظيمية بالخارج، تجعلهم في صلب اهتمامات متتبعي الظاهرة الإسلاموية في المنطقة، خاصة بعد التطورات التي كشفت عنها أحداث "الفوضى الخلاقة
وبخلاف التعددية التنظيمية وكثرة الرموز والقيادات والمدارس التي تميز التيار السلفي في موريتانيا فإنّ الأمر مختلف مع المشروع الإخواني، والذي يُمكن حصره في تنظيمين اثنين، مع الأخذ بعين الاعتبار تقاطعات العمل السياسي والعمل الاجتماعي والعمل الديني والعمل البحثي للمؤسستين، على غرار ما عاينا في الساحة المغربية مثلاً، وإن كان الحضور الإخواني الموريتاني لا يزال في بداياته التنظيمية مقارنة مع نظيريه المغربي أو التونسي."
وفي ما يتعلق الأمر هنا بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، والذي يسمى إعلامياً بحزب "تواصل" [تشير تقديرات المتتبعين إلى أنّ الحزب يضم عضوية 100 ألف شخص]، وهو الذراع السياسي للمشروع الإخواني في موريتانيا؛ والذراع الدعوي، والمجسد في "مركز تكوين العلماء"، بل للحزب صلات مباشرة مع هذه المؤسسة، والتي تعتبر المنبر الأبرز الذي يطل منه قيادات الصف الأول من الإخوان في موريتانيا، فأغلبهم يتبادلون الخطابة، ويحتكرون الوصاية على أمر مسجد المركز، كما يعدّ المأوى الأكثر جاذبية لكل برامجهم وأنشطتهم، حيث تعقد به اللقاءات والدورات الدورية لرسم السياسات ووضع الخطط التي تساعد في تمدد وانتشار التنظيم وبسط نفوذه على عقول ومشاعر الناس.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق