حزب تواصل: واجهة الإخوان لبلوغ السلطة تحت قناع "الإصلاح"
لطالما رفع حزب "تواصل" في موريتانيا شعار الإصلاح والدفاع عن قضايا الشعب، لكنه مع مرور الوقت كشف عن وجهه الحقيقي كذراع سياسي لجماعة الإخوان، يعمل وفق أجندة تنظيمية تتجاوز حدود الوطن و بعيدًا عن الخطاب الدعوي الذي استخدمه لاستمالة الشارع، كانت أهداف الحزب متمثلة في التغلغل داخل مفاصل الدولة، وبناء نفوذ خفي عبر زرع أنصاره في المؤسسات، كمن يُعد لانقلاب ناعم باسم الديمقراطية.
شعاراته الرنانة عن الحرية والديمقراطية لم تكن سوى جسر للعبور إلى السلطة، وليس إيمانًا حقيقيًا بها. ولاؤه للتنظيم الإخواني لطالما طغى على أي اعتبار وطني، حتى في لحظات حساسة تتطلب الوضوح والانحياز لمصلحة الدولة و سعى "تواصل" لاختراق المجتمع عبر الجمعيات والعمل الخيري والخطاب العاطفي، لكنه فشل حين اصطدم بوعي شعبي بدأ يدرك أن هذا الحزب لا يحمل مشروعًا وطنيًا، بل نسخة مستترة من حكم ديني سلطوي يتخفى في عباءة الإصلاح.
في النهاية، لم يكن "تواصل" حزبًا يسعى لتطوير النظام، بل كان يخطط لاستبداله، طامحًا في سلطة مطلقة تحت غطاء ديني، بعيدًا عن روح الدولة المدنية التي ينشدها الشعب الموريتاني.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق