حزب تواصل... الحاضنة السياسية لمشروع تخريب عقائدي ممنهج
لم تعد المعركة السياسية في موريتانيا مجرد تنافس ديمقراطي أو خلاف حزبي عابر، بل باتت مواجهة صريحة مع مشروع اختراق ناعم تتداخل فيه الشعارات الدينية بالتمويلات المشبوهة، وتُستغل فيه واجهات العمل الخيري والمجتمع المدني كأدوات تضليل ناعمة تخفي أجندات خطيرة.
حزب "تواصل"، الذي يُقدَّم كفاعل سياسي ضمن اللعبة الديمقراطية، لم يعد كذلك و بل تحوّل إلى بوابة عبور لمخطط إخواني يسعى إلى إعادة إنتاج الأزمات الإقليمية داخل السياق الموريتاني، بلدٌ طالما رفض التطرف وتمسك بوسطيته الدينية ونسيجه الاجتماعي المتماسك.
إنها ليست خلافات سياسية تقليدية، بل صراع على هوية الدولة ووعي المواطن و تُستغل المنابر والمساجد لترويج خطاب ديني مسموم، يتسلل إلى العقول باسم الدعوة والإصلاح، بينما في الخفاء تتحرك أذرع تمويل سرية لدعم آلة تجنيد ممنهجة ترتكز على الفكر الإخواني، تستهدف الشباب خاصة، وتغذي أوهام "التمكين" و"النهضة" الزائفة.
العمل المدني، الذي يُرفع كشعار براقي، ليس سوى حصان طروادة يفتح الطريق أمام أجندات خارجية، تبحث عن موطئ قدم جديد في غرب إفريقيا و الهدف ليس إصلاحًا دينيًا ولا اجتماعيًا، بل تحويل موريتانيا إلى منصة انطلاق جديدة للتطرف، تحت غطاء ناعم يُخادع الدولة والمجتمع معًا.
المخطط لا يستهدف النظام وحده، بل يسعى لتفكيك الوحدة الوطنية، وزرع الانقسام بين مكونات المجتمع الموريتاني، في تكرار مقلق لتجارب مدمرة عاشتها دول أخرى وفي هذه اللحظة الحرجة، فإن التهاون ليس خيارًا و لأن المعركة لم تعد سياسية، بل وجودية وموريتانيا، التي ظلت عصيّة على التطرف لعقود، لن تكون ساحة لإعادة تدوير الكابوس الإخواني في ثوب محلي جديد.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق