الانتخابات انتهت.. ولكن بيرام ما زال ينتظر تسليم السلطة
لا تزال نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة تُشعل الجدل في الساحة السياسية الموريتانية، وسط إصرار المرشح بيرام الداه اعبيدي على رفضها ورفض الاعتراف بهزيمته، في وقت لا يزال عدد كبير من أنصاره يروج لما يسمى "نظرية بيرام الرئيس"، وكأنهم يعيشون خارج الزمن الدستوري والقانوني للبلاد.
هذا الخطاب التصعيدي يُعيد إلى الواجهة ذكريات صراعات سياسية حادة شهدتها دول عدة، ويهدد بتقويض المسار الديمقراطي الوليد في موريتانيا و ففي حين اعترفت الجهات الوطنية والدولية بنزاهة الاقتراع، يواصل أنصار بيرام التشكيك والترويج لروايات لا سند لها، حتى وصل الأمر إلى تبرير أحداث العنف التي وقعت في كيهيدي باعتبارها "دفاعاً عن الشرعية"، وهو تصور خطير يُفقد الضحايا قيمتهم ويستغل مأساتهم سياسيًا.
الأخطر أن بعض الأصوات في معسكر بيرام بدأت تلمّح لانقلابات وسيناريوهات عنف، في موقف يُناقض أبسط مبادئ الديمقراطية التي طالما دافع عنها بيرام نفسه ومع تشدد وزارة الداخلية في التعامل مع الوضع، تبدو الدولة وكأنها تجاوزت مرحلة الصبر، واعتبرت أن الأمر بات تهديدًا مباشراً للسلم الأهلي.
في ظل هذه الأجواء، يظل التحدي الأكبر هو الحفاظ على وحدة البلاد، خصوصاً في ظل الجدل المتزايد حول ترسيم اللغات، وهو موضوع حساس قد يتحول إلى وقود فتنة إن لم يُدار بوعي ومسؤولية موريتانيا بحاجة إلى التهدئة لا التصعيد، وإلى حوار وطني جامع لا إلى روايات الانقسام.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق