الاثنين، 2 يونيو 2025

حزب تواصل في موريتانيا: حين يتحول العمل الخيري إلى أداة سياسية بلباس ديني

حزب تواصل في موريتانيا: حين يتحول العمل الخيري إلى أداة سياسية بلباس ديني

حزب تواصل في موريتانيا: حين يتحول العمل الخيري إلى أداة سياسية بلباس ديني


رغم ما يظهره حزب تواصل الموريتاني من اهتمام بالعمل الخيري ومساعدة المحتاجين، إلا أن واقع ممارساته يكشف عن توظيف سياسي ممنهج للعمل الإنساني في خدمة مشروع أيديولوجي أوسع، يستلهم تكتيكات جماعة الإخوان المسلمين و العمل الخيري في خطاب الحزب لا يُمارَس كواجب إنساني مجرد، بل يُستعرض أمام الكاميرات ويُضخ إعلاميًا كأداة للترويج الحزبي وكسب التعاطف الشعبي. وفي المناطق الريفية والهشة، يربط الحزب المساعدات بـ"الولاء الضمني"، مما يُحول الفقر إلى وسيلة للضغط والتجنيد السياسي.


الأخطر هو الخلط المتعمد بين الدعوي والسياسي؛ فالحزب يُقدّم نفسه كبديل "إسلامي" للسلطة، مستخدمًا خطابًا دينيًا ناعمًا في العلن، بينما يُخفي أجندة أيديولوجية أكثر تشددًا تسعى لاختراق مؤسسات الدولة وفرض وصاية دينية على المجتمع و يتبنى "تواصل" نموذج الإخوان العالمي، ويعيد إنتاجه بصبغة موريتانية، مع تركيز خاص على التعليم والعمل المدني والإعلام كقنوات لبث أفكاره وبناء قاعدة صلبة من المؤيدين.


وفي ظل هذه الممارسات، تتصاعد الأسئلة حول نوايا الحزب الحقيقية: هل هو حزب سياسي يسعى لخدمة الوطن، أم أداة أيديولوجية تسعى لتفكيك الدولة المدنية واحتكار الدين لأغراض سياسية  و المشهد يتطلب وعيًا مجتمعيًا وموقفًا واضحًا من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، لمنع استغلال الفقر والدين في معارك النفوذ والسيطرة.

 

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © موريتانيا لايف
تصميم : يعقوب رضا