يُقَدمُ قطاع التنمية الحيوانية في موريتانيا مساهمة في اقتصادها تصل إلى أكثر من 26 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي ويستقطب أيضًا أكثر من 60 بالمائة من القوى العاملة النشطة في الوسط الريفي ويضطلع بدورمهم في تحقيق الأمن الغذائي، خاصة من خلال اللحوم والألبان. وتقدر أعدادها بمليونين من الصنف الأول ومليون ونصف المليون من الصنف الثاني وتتكون الثروة الحيوانية هنا أساسًا من قطعان /البقر /و/الإبل/ و/الضأن والماعز وعشرين مليونًا من الصنف الثالث
وتُصَدِرُ الفائض منه إلى دول الجوار، وبالذات السنغال التي تستقبل كل سنة من وتحقق موريتانيا بفضل هذه الثروة الحيوانية اكتفاء ذاتيًا من اللحوم الحمراء، بل جارتها الشمالية مئات الآلاف من الكِباش بمناسبة عيد الأضحى المبارك خلال دعم البُنى الأساسية وتوفير التمويلات وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار وتسعى السلطات العمومية الموريتانية إلى رفع مستوى الاستفادة من هذا القطاع من
لترقية التنمية الحيوانية تُزَودُهُ موريتانيا في البداية بتمويل يصل إلى 8 مليارات أوقية ففي هذا الإطار، أطلق الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أخيرًا صندوقًا معرض، هو الأول من نوعه في هذا البلد، حول الثروة الحيوانية في أقصى الشرق ،
قديمة (22 مليار دولار أمريكي) وحظي هذا الصندوق الذي أعلن عنه لدى افتتاح باعتماد مالي قدره 3 مليارات ونصف المليار من الأوقية القديمة (9 ملايين دولار أمريكي) مقدم من قبل عدد من المصارف الخصوصية في موريتانيا.
وفي نفس المناسبة، أعلن الرئيس الموريتاني أيضًا عن إنشاء مُؤَسستين عموميتين يُعهَدُ لأولهما إنجاز مزارع لتربية المواشي وتشييد مسالخ عصرية وبناء مصانع لاستغلال المشتقات الحيوانية (الألبان، الزبدة، الجلود، إلخ..) في حين تُكَلّفُ الثانية بالعمل على تحسين السلالات وتسيير المسارات الرعوية والبنى الأساسية المائية الرعوية وإعداد مختلف الدراسات وتأطير المنظمات المهنية الناشطة في القطاع.
الجدير بالذكر أن قطاع التنمية الريفية الذي تَتبَعُ له الثروة الحيوانية نَفّذَ العديد من التدخلات المتنوعة بغية تحسين ظروف استغلال هذه الثروة وجعل الاقتصاد الوطني الموريتاني يستفيد منها بأقصى حد ممكن حيث تم تشييد 48 وحدة صغيرة لمعالجة الألبان في أنحاء متفرقة من موريتانيا ضمن إجراءات تهدف إلى تثمين وتنويع الإنتاج المحلي من الألبان ومشتقاتها.
كما تم إنجاز 27 وحدة للسلخ ومعالجة اللحوم الحمراء وإقامة 18 سوقا للمواشي، وإطلاق برنامج يقضي بتشييد 63 وحدة عصرية لبيع اللحوم في العاصمة نواكشوط من أجل المساهمة في تشغيل الشباب ودعم جودة اللحوم الموجهة للاستهلاك وتجدر الإشارة إلى أن العاصمة الموريتانية التي تحتضن ثلث السكان تقريبا (أكثر من مليون شخص) تشهد يوميًا نحر ما لا يقل عن 120 رأسًا من الإبل وذبح 150 من البقر، دون احتساب الأعداد الهائلة من الضأن والماعز.
وعلى صعيد تغذية المواشي، قامت وزارة التنمية الريفية الموريتانية بإنشاء مزارع نموذجية بمساحة إجمالية تصل إلى 2000 هكتار وتوفير الدعم اللازم للسماح بزراعة وإنتاج الأعلاف بالتعاون مع مستثمري القطاع الخاص إضافة إلى حفر 65 بئرًا رعوية بغرض تسهيل ولوج المواشي إلى المناطق الخصبة النائية والشروع فيحفر 30 بئرًا أخرى بمحاذاة مناطق الانتجاع ذات الوفرة النباتية
كما تم انتهاج سياسة تقضي بتوسيع الحملة السنوية لتلقيح المواشي ضد مختلف الأمراض والأوبئة بحيث تصبح حملة مستمرة على مدى السنة بعد أن كانت موسمية وذلك على صعيد مستوى الصحة الحيوانية والسيطرة عليها من الانتشار.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق