تتجلى مظاهر السحوة في سلوك الأفراد في كثير من القواعد، من بينها تجنب الحديث في المواضيع العاطفية بين من لا ينتمون لنفس الفئة العمرية، وتجنب الزوجين لأي قول أو فعل يظهر ارتباطهما، أو أن يسيرا معا أمام الجميع، وتجنب أي لقاء أوحديث بين الرجل وصهره أحرى أن يتناولا الطعام معا أو يجلسا في مجلس واحد.
كما تتجنب المرأة الأكل والشرب أمام حماتها ولا تكشف أي منهما عن كامل وجهها للأخرى. ولا تلفظ المرأة اسم الزوج مطلقا ولا اسمه العائلي، وفي بعض الأحيان تتجنب ذكر اسم الكبير من الأبناء خصوصا إذا حمل اسم جده اما في حالة الحمل تستحيي المرأة من إظهار حملها أو الحديث عنه.. ويمنع على الشباب والأطفال مخاطبة آبائهم أو الاقتراب منهم إذا كان حولهم من هو أكبر منهم وأحيانا قد تؤدي مخالفة هذه القواعد إلى تعرض الشخص للملامة أو المس بمركزه الاجتماعي أو الانتقاص منه في أحسن الأحوال.
"السحوة" بين الشرع والعادة
يؤكد الباحث وأستاذ علم الاجتماع في جامعة نواكشوط العصرية د. محمد الأمين محمد موسى أن "السحوة ليست هي الحياء المطلوب شرعا.. ففي العهد النبوي كان النبي صلى الله يجلس مع فاطمة وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم دون حرج".
ويوضح د. محمد موسى لسكاي نيوز عربية أن "السحوة ظاهرة اجتماعية متجذرة لها كثير من الآثار السلبية مثل حرمان الصغار من حقوقهم المادية والمعنوية.. كما تحرم الشباب من التعبير عن ذواتهم وتؤدي لمصادرة آرائهم واختياراتهم الحياتية.. ففي المجتمع التقليدي الشباب يتربى على الخضوع والقبول لما يراه الكبار ولا يمكنهم الاعتراض حتى لو تعلق الأمر بمستقبلهم كالدراسة أو اختيار شريك الحياة، وذلك يزرع في نفوسهم الخجل والخنوع".
لكن مع ذلك فللسحوة آثار إيجابية بالمقابل، يضيف الباحث محمد الأمين محمد موسى لسكاي نيوز عربية "منها أنها تساعد كآلية من آليات الضبط الاجتماعي على تنشئة الأجيال وتساهم في ضبط السلوك وتوحيد المعايير حتى تتماشى مع النسق العام السائد في المجتمع".
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق