الجمعة، 12 نوفمبر 2021

أزوان.. موسيقى الصحراء الصامدة في وجه النسيان

أزوان

 

لم يعرف سكان صحراء المرابطين عبر تاريخهم من سائر أصناف الفن سوى الموسيقى. لم يعرفوا الرسم ولا النحت ولا المسرح ولا غيرها من الفنون. ولذلك أولوها الكثير من الاهتمام، ولعبت أدوارا مهمة في حياة الموريتانيين قديما وحديثا وتعرف المسيقى الموريتانية  في موريتانيا بـ"أزوان"، وتختص بها وبالغناء أسر معروفة هم "إيگاون". وتقوم على آلتين وتريتين هما "التيدينيت"، وهي آلة ذات أربعة أوتار يعتقد أنها عود عربي تم تحويره بتأثير من الموسيقى الإفريقية، وهي خاصة بالرجال. أما الآلة الثانية فهي "آردين"، ولها ثلاثة عشر وترا وطبلة للإيقاع وتختص بها النساء

 

ورغم أنه لا يعرف تاريخ محدد لظهور هاتين الآلتين، فإن فترة ازدهار"أزَوان" كانت في ظل إمارة أولاد مبارك في الحوضين شرقي موريتانيا في القرن الثامن عشر ويؤكد الفنان اماكه ولد دندني، وهو يجمع بين التأليف الموسيقي والعزف والغناء،اوضح  أن "التيدينيت هي الأصل. فالقواعد الموسيقية لا توجد إلا فيها. آردين رغم أهميته آلة مكملة".

 

تمثل الموسيقى "حاضنة لقيم المجتمع الموريتاني " حسب الباحث في التراث محمدو بودادية، الذي يوضح لموقع سكاي نيوز عربية أن "الحي الذي يحتضن إحدى الأسر الفنية كان ذلك يعطيه قيمة معنوية، فـ(إيگاون) كانوا وسيلة إعلام العصر القديم" ويضيف بودادية أن "الموسيقى لم تكن مجرد عزف وغناء، بل كانت تحمل رسائل مشفرة. من ذلك أن هنالك معزوفة (شور) في أحد المقامات إذا عزفت يعني ذلك أن أحدا من الحضور قام بفعل مستهجن اجتماعيا. ويجب على ذلك الشخص أن ينسحب من المجلس".

 

وتبنى كثير من "أشوار" الموسيقى الموريتانية على قصص حافلة بالأساطير، وتروى على أنغام هذه "الأشوار" قصص الفروسية وتاريخ الحروب التي خاضتها الإمارة المباركية وبطولات أمرائها وغيرهم وكذلك ملاحم الحب الذي تقف أمامه العوائق مثل قصة (انْوَفَّل)، الذي تروي الأسطورة أنه كائن نصفه إنسان ونصفه جني. وقد كانت لديه آلة يعزف عليها فقرر ذات مرة أن يزور إحدى القرى وهناك رأى (فاطمة للي) ووقع في حبها.

 

 

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © موريتانيا لايف
تصميم : يعقوب رضا