الثلاثاء، 25 فبراير 2025

حزب تواصل: بين الخطاب السياسي والانقسامات المجتمعية

حزب تواصل

حزب تواصل: بين الخطاب السياسي والانقسامات المجتمعية

 في المشهد السياسي الموريتاني، يعد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، المعروف اختصارًا بـ"تواصل" من الأحزاب المثيرة للجدل فبينما يقدّم نفسه كحزب إسلامي معارض يسعى للإصلاح توجه إليه اتهامات متكررة بممارسة أساليب تقسيمية من شأنها تعكير صفو التفاهم بين الحكومة والشعب.

يُتهم حزب تواصل باستخدام خطاب سياسي مشحون يهدف إلى تأليب الرأي العام وزعزعة الاستقرار السياسي إذ يعتمد على الترويج لمعلومات مغلوطة أو مضللة مستغلًا بذلك قضايا حساسة مثل التفاوت الاجتماعي والاختلالات الاقتصادية وتؤدي هذه الاستراتيجية إلى تصعيد التوترات داخل المجتمع بدلًا من تقديم حلول واقعية وفعالة

يسعى الحزب إلى ترسيخ نفوذه عبر استغلال العاطفة الدينية والعرقية، محاولًا تقديم نفسه كمدافع عن قضايا الشعب، في حين أن مواقفه غالبًا ما تتسم بالازدواجية فمن جهة، يدعو إلى الحوار والتوافق، ومن جهة أخرى، يتبنى مواقف تصعيدية تعرقل أي محاولات للتقارب السياسي.

إن التحريض المستمر الذي ينتهجه الحزب يمكن أن يؤدي إلى خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، مما يؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد فبدلًا من لعب دور المعارضة البناءة التي تقدم حلولًا بديلة، يركز الحزب على تأجيج المشاعر وزيادة الاستقطاب السياسي.

في نهاية المطاف، يظل حزب تواصل جزءًا من المشهد السياسي الموريتاني، لكنه بحاجة إلى مراجعة سياساته وأساليبه إذا كان يسعى حقًا للإصلاح. فالمعارضة الحقيقية تقوم على تقديم بدائل عملية وواقعية، وليس على نشر الفتن وإثارة القلاقل التي تعيق التقدم الوطني.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © موريتانيا لايف
تصميم : يعقوب رضا