الجمعة، 8 مارس 2024

الصين تهيمن على صناعة بطاريات السيارات الكهربائية

 

الصين تهيمن على صناعة بطاريات السيارات

الصين تهيمن على صناعة بطاريات السيارات الكهربائية

مع ازدياد الوعي البيئي والضغوط للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تبرز السيارات الكهربائية بصفتها بديلا مستداما للسيارات التي تعمل بالوقود وتلعب بطاريات السيارات الكهربائية دورا محوريا في هذا التحول، إذ تعد العنصر الأساسي الذي يمد هذه المركبات بالطاقة اللازمة لتشغيلها.

وتتميز هذه البطاريات بمزايا عديدة، مثل تقليل الانبعاثات الضارة وتعزيز الاستدامة وتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الضوضاء وتطوير التكنولوجيا.

بطاريات السيارات الكهربائية

إذا أردنا تعريف البطارية بطريقة مبسطة فإنها عبارة عن جهاز تخزين طاقة قابل لإعادة الشحن مصمم خصيصا لتشغيل السيارات الكهربائية وتعد البطارية بمثابة المصدر الأساسي للطاقة التي تدفع السيارة عن طريق توفير الكهرباء للمحرك الكهربائي.

وتلعب هذه البطاريات دورا محوريا في التحول إلى النقل المستدام، حيث تُمكن المركبات من العمل دون الاعتماد على محركات الاحتراق الداخلي التقليدية.

 وتتكون بطاريات السيارات الكهربائية عادة من خلايا الليثيوم أيون نظرا لكثافة الطاقة العالية وكفاءتها ووزنها الخفيف نسبيا. وتخزن هذه الخلايا الطاقة الكهربائية من خلال تفاعل كيميائي بين الكاثود والأنود والإلكتروليت داخل البطارية.

الريادة العالمية

يسيطر أكبر اقتصاد في آسيا على إنتاج البطاريات، مما يجعل شركات صناعة السيارات العالمية تعتمد على الشركاء الصينيين. وتورد شركات تصنيع البطاريات في الصين نحو 80% من الخلايا في جميع أنحاء العالم، بدعم من سلسلة التعدين والمعالجة.

وفي بداية عام 2023 أرسلت شركة تصنيع السيارات الألمانية "فولكس فاغن" ما يقرب من 300 موظف إلى شركة تصنيع البطاريات الصينية "غوتيون" للتعرف على تصنيع البطاريات، بدءا من أساسيات التركيب الكيميائي للبطارية، وحتى تجميع حزمة البطارية.

ويُجري موظفو "فولكس فاغن" مثل هذه الرحلات التعليمية منذ عام 2021 عندما بدأت الشركة الألمانية الاستثمار في "غوتيون" وأصبحت فيما بعد أكبر مستثمر فيها وتشير حقيقة أن "فولكس فاغن" -وهي شركة تصنيع سيارات تتمتع بخبرة قرن من الزمان- تحتاج إلى التعلم من شركة تصنيع البطاريات الصينية؛ إلى أن الصين في طليعة قطاع الطاقة الجديد في جميع أنحاء العالم.

الهيمنة الصينية

لا شك في أن الصين تخطو خطوات كبيرة في مجال بطاريات السيارات الكهربائية، إذ تهمين البلاد على القطاع السريع النمو المدفوع بتحول الدول نحو السيارات الكهربائية.

وتعد البطارية بمنزلة الجزء الأكثر كلفة في السيارة الكهربائية، وهو الجزء الذي تهيمن عليه الصين عالميا. كما أن البطارية هي القلب النابض لسلسلة توريد السيارات الكهربائية التي تشمل العملية كلها، بدءا من إنتاج المواد الخام وحتى تصنيع البطاريات وإعادة تدويرها.

وتصل كلفة البطارية في الصين إلى 127 دولارا لكل كيلوواط ساعي على أساس متوسط الحجم المرجح، وذلك وفقا لبيانات وكالة بلومبيرغ. ويعني ذلك أن استخدام البطاريات الصينية الصنع يمكن أن يقلل بشكل كبير من الكلفة الإجمالية لمركبة الطاقة الجديدة.

وأظهرت إحصاءات شركة أبحاث السوق جاتو داينامكس أن متوسط كلفة السيارة الكهربائية في الصين يبلغ نحو 32 ألف يورو مقارنة بمتوسط قدره 56 ألف يورو في أوروبا ووفقا لبيانات شركة أبحاث السوق كونتر بوينت، أصبحت الصين اعتبارا من الربع الثالث من عام 2023 أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم بحصة قدرها 58%، تليها الولايات المتحدة وألمانيا.

وتوفر الشركات الصينية بطاريات رخيصة ومتقدمة، وتمتلك جزءا كبيرا من سلسلة التوريد العالمية لبطاريات السيارات الكهربائية، بدءا من استخراج المعادن النادرة والتكرير وحتى إنتاج الخلايا.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © موريتانيا لايف
تصميم : يعقوب رضا