تعد "الحسانية" من أقدم اللهجات العربية التي يتحدث بها عرب الصحراء الكبرى في عدة دول بشمال وغرب أفريقيا، وترجع تسميتها إلى بني حسان أحد بطون قبيلة المعقل التي عبرت من الجزيرة العربية إلى مصر وإفريقيا مع بني هلال وبني سليم بعد الفتح الإسلامي ويتحدث الحسانية اليوم سكان ما يعرف بـ"تراب البيظان"، من وادي درعة شمالا إلى نهر السنغال جنوبا ومن المحيط الأطلسي وحتى النيجر شرقا أي عموم موريتانيا والصحراء الغربية وجنوب الجزائر وشمال مالي وشمال بوركينافاسو وغرب النيجر
لمحة تاريخية
يذكر ابن خلدون في مقدمته أن أصل قبيلة المعقل من عرب اليمن، وأن جدهم اسمه ربيعة بن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحارث، من الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج بن أدد بن زيد بن كهلان، أما نسابتهم، والقول دائما لابن خلدون، فيقولون إنهم من آل البيت من بني جعفر الطيار وجدهم معقل بن موسى الهراج بن محمّد بن جعفرالأمير بن إبراهيم الأعرابي بن محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
وقد تحالفت قبيلة المعقل مع بني هلال وبني سليم ورافقوهم في نزوحهم من الجزيرة، ولم يكن عددهم يومئذ يبلغ مائتي محتلم حسب المؤرخين، بينما بلغ عدد هلال وسليم مجتمعتين خمسين ألفا وفي منتصف القرن الخامس كان المعقل مع الهلاليين حينما أوعز إليهم الفاطميون بالانتقام من واليهم على القيروان المعز بن باديس الذي خلع طاعتهم ودعا للخليفة العباسي، فاحتلوا القيروان وقتلوا ابن باديس وخلقا كثيرا وحرّقوا المدينة ثم نزحوا إلى ظاهرها، وهو ما عرف تاريخيا بخراب القيروان عام 449 للهجرة.
وفيما توطنت قبائل سليم تونس وليبيا استوطن بنو هلال الجزائر ونزح المعقل إلى وادي درعة بالمغرب الأقصى حيث تكاثروا وعرف منهم ثلاث بطون هم ذوي عبد الله وذوي منصور وذوي حسان.. وفي القرن الثامن الهجري نزحت من البطن الأخير قبائل المغفر (أبناء مغفر بن أُدَيْ ابن حسان) إلى موريتانيا ومالي والنيجر.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق