كلما وضعت الجماعة نفسها في مأزق ناجم عن قراراتها الخاطئة، تعيد ترتيب حساباتها- التي عادة ما تكون خاطئةً أيضًا- عن طريق تقديم الحمائم خطوات للأمام، وإرجاع الصقور خطوات للخلف؛ لخلق صورة ذهنية جيدة لدى الجمهور المتحفز ضدهم.
آلية باتت محفوظة من كثرة تكرارها، تعتمدها الجماعة في تعديل مسارها من حين لآخر، حسب مفردات ومعطيات واقعها السياسي المأزوم بالأساس لكن الجماعة الإرهابية تعمل- على التوازي مع تلك الآلية- على تقديم أوراق ورؤى فكرية جديدة، منطلقةً من مبدأ الانحناء للريح العاتية، أو التقية السياسية وقت الخطر، وهو ما أقدمت عليه فروع الإخوان في أكثر من دولة
.
ورغم عمله السياسي العلني، إلا أنّ حزب "تواصل" يستند في عمله السياسي على المساجد ويستغل التوجه الديني والصوفي الغالب في مناطق وولايات موريتانيا واحتياجات الشعب الموريتاني اليومية، كما يمتلك شبكة سرية وعلاقات جيدة مع الإسلاميين في الوطن العربي خاصة بالجزائر، وهو ما يضمن له دعماً مالياً ضرورياً، وتواجداً إعلامياً مهماً، كما أنّ قيادته وسّعت دورها لتتجاوز الحدود الموريتانية
.
كما يمتلك الإخوان تنظيماً خاصاً للأنشطة الجماهيرية؛ فوفق صحيفة "البديل" الموريتانية، فإنّ فرع الاخوان الدولي بنواكشوط يمتلك هيئات تتكفل بالعمل الفعلي لجمع المال، وتسهيل اكتتاب الحركات المتشددة، تستغل هامش المجتمع المدني، في حين تفوض القيادة السرية التي تتولى مركز القرار والثروة، الواجهة السياسية "تواصل" لتوزع الأدوار على أذرع التنظيم؛ الاعتبارية، والإستراتيجية، والسياسية، والنقابية، والمالية، والخيرية، والروحية.يسيطر التنظيم على مؤسسات تجارية كبيرة، ويباشرحزب تواصل تسيير ميزانيات ضخمة تطال جميع المجالات التجارية؛ من صيدليات، ومحطات بنزين، ومحلات بيع الملابس والمواد الغذائية، ووكالات تأجير السيارات، وبيع العملات الصعبة في السوق السوداء، كما استصدر فتوى هيئة تابعة له مكلفة بالإفتاء بضرورة دفع أموال الزكاة في صناديق لتمويل الحزب.و أجل التغطية على التمويلات الخارجية الضخمة التي يتلقونها،من تركيا وقطر وليست هذه أولها. كما أنهم يلجؤون إلى السوق السوداء في جميع التحويلات المالية المهمة انطلاقا من مبدأ الإخوان في التكتم على الأموال، حيث لا يعثر لها على أثر في حالة ارتكاب هذه المؤسسة أو تلك سلوكيات تؤدي إلى حلها، مخافة تأميم هذه الأموال من طرف الدولة. وليست جمعية المستقبل منا ببعيد
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق